[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تلوث السماء العربية بقلم - عبدالله بن سالم الشعيليالسماء العربية اليوم غير صافية، فهي ملبدة بغيوم كثيرة تحجب عنَّا الرؤية الصحيحة. لا نستطيع التمييز في ظل هذه الضبابية بين الجيد والسيئ، تداخلت علينا الأقمار والنجوم، بتنا كالتائه الذي لا يعرف طريقه من أين يبدأ وأين ينتهي.
سماؤنا العربية لحقتها موجة التلوث حيث أفقدتها الكثير من صفائها وبريقها ولمعانها وألقها.
كانت درة يهتدي بها التائه في سماوات الأرض، ويستمتع بصفائها وجمالها الناس كافة في مشرق الأرض ومغربها، وأصبحت اليوم وبسبب كثرة الملوثات بها تدعونا إلى الرحمة والشفقة بها من ممارساتنا العبثية ومن تجاربنا الفضائية ممن يعنيه الأمر وممن لا يعنيه، ممن أمتلك الخبرة وسبر أغوار تلك السماوات وممن غامر وقامر بماله في سبيل الارتقاء عاليا في سماء الأرض.
لنقترب من الصورة أكثر ونعدد بعض الأمثلة على المقامرين والمغامرين الذين تسلقوا إلى فضاء الكلمة بدعاوى مختلفة كالحرية والديمقراطية والشفافية والعولمة وغيرها من الكلمات التي لا يفقه معناها من تفوه بها، وسأترك الحكم لك أنت عزيزي قارئ هذه السطور، هل أضاف هؤلاء نجوما جديدة إلى سمائنا؟ أم أن إضافاتهم هذه لا تتعدى كونها سحابة كثيفة من الدخان بدأت بالانتشار في سمائنا العربية حتى غطت الأقمار والنجوم؟
في سمائنا العربية هنالك قنوات فضائية تدعي "الحقيقة" وهي وكما أعتقد شخصيا أنها بعيدة جدا عن الحقيقة، تمارس الكثير من الدجل والشعوذة والغش واستغلال حاجة الناس. كثير من ضحاياها وممن وقعوا فريسة خداعها رحلوا عن دنيانا وغيبهم الموت بسبب تصديقهم لجهل "الحقيقة"، وآخرون تاهوا في أروقة المحاكم بحثا عن "الحقيقة" وعمن يعوضهم من حقيقة (أن أموالهم ما غابت إنما ذهبت في جيب صاحب الحقيقة).
قنوات فضائية أخرى تدعي "الصفاء" وهي غير صافية أبدا وتحمل في أثيرها الكثير من الكدر الذي يلوث صفاء سمائنا. تمارس هذه القنوات الكثير من الفتن والفساد الديني بحجة أن ما يناقش فيها إنما هو نوع من التصافي بين المذاهب ومحاولة لتصفية الأجواء الإسلامية والعربية من كل شحناء وبغضاء. وممن وقعوا ضحية لصفاء هذه القنوات نبذهم المجتمع وتبرأ منهم وصار الناس ينعتونهم بأنهم رأس الفتنة وأساسها.
هنالك قنوات فضائية أخرى تميل إلى التشبه "بالذهب" في لمعانه ولكنها هي أقرب إلى الصدأ. تمارس هذه القنوات ومن جرى على شاكلتها الكثير من الرقص والعري والتفسخ وكأن المجتمع العربي لا هم له سوى الرقص والتعري ومشاهدة الراقصات من مختلف الأجواء العربية يتراقصن ويتمايلن على أنغام الطبل العربي. وممن وقع فريسة وضحية لبريق هذه القنوات ربما يشعر بلذة في حينها لكنها لذة مشوبة بسموم تحقن في جسمه لا يزول أثرها إلا بعد جلسات مطولة من العلاج الروحاني.
هل يا ترى تتفقون معي في أن الدافع وراء ما يمكن تسميته سموم نبتت في السماء العربية نابع من عدم رقابة على سمائنا؟ وأن الفضاء صار مفتوحا لكل مستثمر امتلك رصيدا ثقيلا من الأموال سواء أكان الإعلام تخصصه أراد مضاعفة رصيده والوصول إلى عنان السماء باسمه؟ أم أن الأمر يجري كما هو مقدر في السماء كيفما اتفق. أترك الإجابة لكم..