admin Admin


رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 565
1005356 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 08/09/2010 العمر : 26
 | موضوع: عصا المعلم الجمعة أكتوبر 22, 2010 3:55 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عصا المعلم
بقلم - محمد بن سيف الرحبي
في العصور الخوالي كان مشهد المعلم مرتبطا بعصا يحملها بين يديه كدلالة على حمله لأسلوب تربوي في تقويم المعوج وتصحيح مسار الضال، أينما سارت سارت معه هيبته، تلك التي تفعلها عصا (التأديب) و(ندرة) وجوده في مجتمعاتنا القديمة، حيث إن المعلم واحد في معظم القرى.. والمتعلمون فئة قليلة أيضا.
في عصرنا (الحاضر) تخلى المعلم عن عصاه بقرار رسمي، والأسباب قيل عنها الكثير من بينها اتباع الأساليب الحديثة في التربية، وإبعاد العقاب الجسدي وما قد يسببه من عقد نفسيه لدى الطالب الذي يراد له قيادة نهضة علمية تدفع المجتمع إلى الأمام (ونحو الأعلى).
وبقيت الحالة التعليمية بين خيارين من التساؤلات: هل منع الضرب ارتقى بعقلية الطلبة ومنع عنهم العقد النفسية (كما هو المبتغى) أم أن المستوى التعليمي انحدر ومعه أخلاقيات لا تجد ما يمنعها من الإساءة إلى دربه العلمي أو من يهديه نحو هذا الدرب؟!.
هل سأل أحد المعلم عن فوائد منع الضرب وإزاحته من الأسلوب التربوي للتعلم، في ضوء ما حمله الجيل السابق من تقدير للمعلم وما يجده حاليا من عوائق تجعله عاجزا عن توبيخ طالب تطاول عليه.
أحيانا، (واقول أحيانا) أن المستوى السلوكي والتعليمي تراجع عندما اختفت العصا من يد المعلم، وأرجع إلى نفسي وأتساءل: أي معلم يحق له حمل تلك العصا؟
فلا الطالب كان مثلما كان (أيام زمان).. ولا المعلم بصفات ذلك المعلم.. ولا العصر أيضا. المعلم حينئذ كان على حالة وفاق كبيرة مع نفسه، لا يشعر بالضغط النفسي الذي عليه معلم اليوم، لا يعاني مع أقساط البنك والسيارة والإيجار، حسبه قوت يومه (في أغلب الأحوال)، سواء أكان (معلم قرآن) أو (مدرسا عصريا)، أي قبل أن تعقّد الحياة أساليبها.
كان معلم القرآن يمر بالعصا على الجميع، ومن يتهاون في الحضور أو الحفظ ينال حظه من الضرب، ولم يكن يوصف بأنه (مبرّح) أو يؤدي إلى عقد نفسية أو يخيف الدارس من العلم.
الضرب يكون بمثابة التقويم وليس إحداث الرعب والإصابات في جسد طالب العلم، وحينما يفتقد المعلم لوسيلة (تقليدية) فإن الوسائل الحديثة قد تعجز عن الوصول للمقاصد التأديبية في كثير من الأحيان، فالطالب الذي يحدث الفوضى في الفصل أو يتجاوز حدود الأدب مع معلمه أو يأتي بسلوكيات خاطئة لا يجد وسيلة تأديبية تردعه عن ضلاله سوى المهادنة مما يراها حالة عجز لدى إدارة المدرسة، وهذه السلوكيات متداول الحديث عنها حتى لدى الطلاب إذ سمعت أحدهم يقول بأن المدرس لا يستطيع فعل شيء ضده ولا إدارة المدرسة!!
ما هو الحل لإرجاع زمن (الضبط والربط) في مدارسنا، مع هجمة سلوكيات مروعة نسمع عنها كثيرا كتداول أنواع من المخدرات والتدخين ومقاطع الفيديو الإباحية؟!
فهل يستطيع أخصائي اجتماعي واحد في مدرسة كبيرة كأنه ممتلك لعصا سحرية يقوّم ما فشلت فيه مؤسسة البيت والمجتمع مع جيل يحمل بذرة تمرد (غذّتها وسائط إعلام وإعلان) فلا تجد رادعا حتى بعصا صغيرة بيد معلم يعرف الفرق بين ضرب التقويم.. وضرب الانتقام. | |
|