admin Admin
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 565 1006455 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 08/09/2010 العمر : 29
| موضوع: المرأة النموذج الجمعة أكتوبر 22, 2010 3:59 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المرأة النموذج بقلم-عبد الله الشعيبي علّمتنا ثقافتنا الاجتماعية التي ورثناها منذ مئات السنين مجموعة من المصطلحات، من قبيل: النموذج، المثال؛ وكَبُرنا على هذه الثقافة، سواء كان على مستوى المرأة أو الرجل، فصار الكل يبحث عن هذا المثال، والكل يسعى كي يجد (نموذجه) أو (مثاله)، وعلى هذا الأساس تمّ الجمع بين كل الاتجاهات الحياتية والفلسفية لتصبّ في مركزية هذه الفكرة وتحميها على مدى قرون، ولتصبح هي المقياس العامّ، بصرف النظر عن الأسس أو الأدوات المستخدَمة. ولكنّ المرأة العمانية في عصرنا الحاضر، ليست مثالا عندما يتعلق الأمر بـ(سوق العمل)، وخاصة في القطاع الخاص، فهناك لا تكون المرأة مثالا، بل تكون مقاتلة من أجل استحقاق مثاليّتها تلك، حتى وإن واجهت الكثير من الصعاب، لأنها تستخدم الأدوات ذاتها التي يستخدمها الرجل، بدءا من الالتزام بالحضور والانصراف، وانتهاء بالتقييم كيفما كان شكله وجوهره، مرورا بظروف العمل اليومية، أي أنها تجتهد من أجل استحقاق الرضاء الذاتي، الذي يجعلها في دائرة المثال. المرأة لم تخرج من البيت إلى المؤسسة أو الشركة لتجد الوظيفة التي تتمناها، بل سعت، وحاولت، وواجهت المصاعب من أجل الحصول على العمل، بدءا من التدرّب وانتهاء بالاستقرار والتثبيت، وهذا أخرجها من الدائرة التقليدية للمثال، وأعطاها مساحة لاكتشاف أنها تمتلك أمورا أخرى في الحياة، تعطيها المشروعية في المنافسة وتقديم الأفضل، وتعطيها المصداقية في تشكيل خياراتها المختلفة في اختبار قدراتها ومزاحمة منافسيها في بيئة العمل. النموذج إذن هو أن المرأة كائن يجيء للعمل بهدف الحصول على وقت لقتل حكايات الملل، ومشاهدة الوجوه، أو زيادة قاموس الكلام، وهو أمر نمطيّ في صياغته الذهنية وتكوينه الشعوريّ، عوّدتنا عليه قناعاتنا الاجتماعية، وبعض الترسبّات التي صارت شائخة وكهلة في الذاكرة الكلاسيكية، إلا أنها في الواقع ليست كذلك، لأنها تعتني بمناخات عملها وأدائها بشكل كبير، وتتجاوب مع التحوّلات والمستجدّات في بيئة العمل بشكل سلس، وتتنامى ثقافتها الوظيفية في مجال تخصّصها بشكل ملفت، إلا أن كل ذلك ما تركها في حالها ولا أبعدها عن نمطيّة المثال، أي المرأة ربّة المنزل، وكأنها الحكمة الأبديّة! من واقع ما يراه المرء بشكل يومي، فهناك صراعات لا تنتهي، تدخل فيها المرأة نحو جدليّة واقعية، وعليها أن تثبت لخاصّيّتها المُنتِجة في بيئة العمل أنها جزء من استراتيجية بقاء وإثبات ذات، وهو أمر لم يكن محطّ ترحيب في سابق وقت وأوان، ومن هذه الزاوية فإن المرأة النموذج، من خلال مرئيّات العين المجرَّدة، أصبحت جزءا من منظومة إنتاج وطنيّ، وهي تعي هذا جيّدا، وتصنعه في كل لحظة ينفتح فيها المدى على زوايا جديدة تتعلّم منها كيف تعيد صنع مثالها الذاتي، الذي هو هي. صارت المرأة العمانية العاملة في القطاع الخاص مدركة أنها خرجت من النسق المثالي الذي قولبها فيه المجتمع والظروف، عن طريق أدوات مهمة وخطيرة، كان التعليم هو أحد مفاتيح تلك الأدوات، وساعد التحوّل نحو عالم جديد مليء بقيم جديدة على ذلك، فبادرت إلى صنع مثالها بنفسها، في بيئة العمل، وفي البيئات الأخرى. | |
|